إتماما للمواضيع التي تطرقنا فيها إلى اللهجة المغربية و سبب صعوبتها أو كما يشاع , في هذه المقالة سنتطرق إلى لهجة عربية عريقة أخرى و نضع شبه مقارنة بينها و بين الدارجة المغربية , هذه اللهجة هي اللهجة المصرية.
قد يتساءل البعض لماذا وضعنا في العنوان (الدارجة المصرية) و هل هي دارجة , و الجواب هو نعم , فالدارجة لا تعني اللغة التي يتكلمون بها في المغرب كما يعتقد البعض و طبعا هذا بسبب سوء نشر المعلومة ,
لكل لغة تارجة , فللروسية دارجة , و للصينية دارجة و للهندية كذلك , لذلك الأصح هو وضع كلمة دارجة و إتباعها باسم الدولة أو المنطقة للتحديد , و الدارجة بمعنى الرائجة حيث نقول على سبيل المثال ( هذه العادة دارجة بينهم ) ,
الدارجة المصرية أقرب للفصحى من الدارجة المغربية :
تتردد هذه العبارة كثيرا , و للتنويه فهذه المقالة للشرح و التفسير , و لا علاقة لها بأي مشادات كلامية تافهة فلذلك يرجى عدم يأويل ما جاء فيها لإشعال نار فتنة أو شيئ من هذا,
اللهجة المصرية لهجة عربية فعلا و لا عاقل يمكن أن ينكر ذلك , لكن كثيرا من المفردات فيها لا تستخدم في الفصحى , وفيما يلي سنقدم عددا من الأمثلة , و قد نخطئ في بعض من أمثلتنا حيث يمكن أن تكون بعض المفردات موجودة قواميس نحن لسنا على اضطلاع عليها , لكن المفردات التي نصادفها سواءا في الأخبار أو الكتب أو الروايات فهي لا تتضمن ما يلي :
*أوضة : بمعنى الغرفة , في اللهجة المغربية يقال البيت
*إيدي : بمعنى إعطي , في اللهجة المغربية يقال اعطي
*البؤ : بمعنى الفم , في اللهجة المغربية يقال الفم مع ضم الفاء
هي الكلمات كثيرة جدا لكن لا يكفي ذكرها جميعا لكن ذكرنا 3 من أهم ما يسمع يوميا ,
لماذا الدارجة المصرية هي المسيطرة في الوطن العربي
تعتبر جمهورية مصر العربية هي أكبر دولة في الوطن العربي سواءا من حيث السكان أو حتى من حيث الإنتاج الثقافي, فلا يخلوا بيت عربي من القنوات المصرية , وحتى على مستوى الأنترت فللمصريين نصيب الأسد من المحتوى المنشور, وهذا ساعد في انتشار اللهجة المصرية التي لا لهجات الخليج ولا لهجات المغرب العربي استطاعت الوصول إليها , كما أن ما اللهجة المصرية محمية من التعرض للتلف عكس اللهجة المغربية ( على سبيل المثال لو قارنت لهجة سيدي عبد الرحمن المجدوب مع اللهجة المغربية الحالية ستلاحظ فرق شاسع وهو ما يعني أن هذه اللهجة تعرضت للتلف) هو الإصلاحات التي حدتث في عصر اليقضة الفكرية العربية و كذلك الإصلاحات التي حدتث في أيام عبد الناصر , الأمر الذي حمى اللهجة المصرية من المؤثرات الخارجية ,
ومع ذلك فإن ما يلاحظ الآن هو أن اللهجة المصرية هي الأخرى تتعرض للتلف نتيجة دخول المصطلحات الخارجية ولا سيما الإنجليزية منها,
0 تعليقات