إن كل مضطلع عن النصوص الجديدة في المقررات المدرسية لهذه السنة في موضوع الثقافة اليهودية و تعايش المسلمين و اليهود سيلاحظ أن هناك خطب ما في المصادر, فهي ليست بذاك القدم , ولا حتى هي مثادر بل مقالات , و يبدو أن من وضع تلك النصوص تحمس جدا كما لو أنه سيربح شيئ إذا ما بالغ قليلا , وراح يتحدث عن تعايش أسطوزري بين البربر و اليهود في المغرب الأقصى , فهل هذا حقيقي فعلا ؟
هذا ما سنراه فيما يلي , والذي سنتحدث فيه عن وضعية اليهود بصفة عامة في المغرب ثم عن وضعيتهم في المناطق ذات الغالبية البربرية لنرى هل حقا كان هناك تعايش أم كل هذا وهم وكذب. و يمكن اعتبار هذه المقالة بداية لمقالة "اليهود المغاربة في فترة الّإستعمار , دولة داخل الدولة"
وضعية اليهود في المغرب :
المصدر الذي بنيت عليه هذه المقالة هة كتاب "على عتبة المغرب الحديث" للكاتب فردريك وايسجربر , و هو المصدر موثوق مقارنة مع مقالات كتبت في أقل من 10 سنوات و ندوات حولت إلى نصوص واتخذت كمصادر.
يقول فردريك في الصفحة 29:
و قد طرأ على اليهود في المدن الساحلية تحسن ملحوظ بفضل التفوق الذي كان لعناصر السيفارديم أو الفوراستيروس وبفضل وجود الأوروبيين الذين كان كثير من اليهود قد صاروا يتشبهون بهم في ملبسهم و كذلك بفضل الجهود المحمودة التي بذلها الإنجليزي الخير السير موسى مونتيفيور , وبفضل الجمعية الإنجليزية اليهودية والتحالف الإسرائيلي العالمي. وعلى خلافة كان وضع اليهود في المناطق الداخلية و إذ كانوا لا يزالون يتعرضون للإجراءات والمعاملات المذلة المحقرة. وكان يزج بهم داخل ملاحات ويسورون بحيطان عالية, حيث يحبسون كل مساء من غروب الشمس فإذا هم يعجون فيها عجا في خضم من القذارات.فكان الطاعون و الكوليرا و التيفوس والجدري تتواتر عليهم فتوقع فيهم الوفيات الكثيرة. لكن الطبيعة التوالدية لجنسهم والاختلاط الذي فيه يعيشون كانا يجعلانهم لا يلبثون أن يعودوا ليملأوا ما يقع فيهم من فراغات, فقد كانوا في تزايد واكتظاظ لا يفتران ولا يتوقفان.
وأما اللباس الذي كان اليهود ملزمين بارتدائه فقد كان ذا لون قاتم ويتألف من قفطان وبرنوس أسودين أو في لون غامق , وسروال وبلغة سوداء. وينبغي لليهودي ولا سيما في المدينة الإسلامية إذا مر بقرب مسجد أن يخلع نعليه. وكان محظورا عليه أن يركب حصانا أو يحمل سلاحا. وهو يكلف بأحط الأعمال والسخرات , كتنظيف الحفر التي كانت تقوم مقام المراحيض ومباشرة الجيف. والأطفال المسلمون يسبون اليهود لا يخشون عقابا, وينبغي لليهودي أن يدعو باسم "سيدي" أحط أفاق يدفعه بشدة أو يسبه من المسلمين. وعلى الرغم من ذلك كله فقد نجح بعض اليهود بفضل الخدمات التي كانوا يقدمونها بصفة الصيارفةإلى الشخصيات الرفيعة وإلى السلطان نفسه في الإرتقاء إلى أوضاع وتقلد مناصب هامة.
وضعية اليهود في المناطق البربرية:
يقول فردريك في الصفة 30 من نفس الكتاب ,
ولا يمكن لليهود أن يعيشوا في الجبال التي يسكنها البربر وبين ظهراني الشلوح في سوس أو درعة إلا أن يكون لهم سيد يكونون له أقنانا فهو يستغلهم ويذلهم لكن يوفر لهم نوعا من الحماية, وقد كانت العادة جارية في الأطلس المتوسط على أن الدية المقدة في قتل اليهودي تكون 100 مثقال , أي ما يقارب 25 فرنكا في ذلك الوقت. وكان اليهود في جميع المناطق يعيشون في حالة من البؤس والوضاعة آلت بهم هم أنفسهم إلى أن أصبحوا مقتنعين بدونيتهم. فكان لهذا الأمر بعض العواقب الشاذة والغريبة عليهم.
0 تعليقات